samedi 18 février 2012

ويل للجنرال من ساعة قد اقتربت / أحمد حيمدان


haymoudane@gmail.com

بعد أكثر من ثلث قرن من الأحكام العسكرية المتعاقبة على موريتانيا، أوصلت البلاد إلى حالة من الانسداد في ظل غياب أي رؤية لحلول توافقية تريح البلاد من وطأة الظلم والاستبداد، يضيق الخناق اليوم بالحكام العسكريين أكثر من أي وقت مضى نتيجة للظروف المأساوية التي تعيشها البلاد اليوم. فالمواطن الموريتاني يعاني اليوم على مختلف الصعد، يعاني في قوت يومه، يعاني في حريته وكرامته بل وفي إنسانيته..!


المأساة تجاوزت كل الخطوط الحمراء وكل شيء أصبح مستباحا،، فالثروات تنهب وأرزاق العباد تقطع والأسعار ترتفع بجنون والمتظاهرون السلميون يقمعون في الشوارع والطلاب يقمعون في جامعاتهم ومعاهدهم.. أصبح كل مطالب بحقه اليوم معرضا للاختطاف والتعذيب، تماما كما كان الحال أيام الحكم الطائعي البائد.


لا يخفى على أحد أن الشارع الموريتاني يغلي اليوم أكثر من أي وقت مضى، في ظل تزايد الوعي الشعبي بضرورة إيجاد بديل لمنظومة الفساد القائمة. كما لا يخفى على أحد أن القوى الشعبية، بأحزابها المعارضة وحركاتها الثورية، باتت مستعدة للمساهمة في صناعة التغيير، بل ومستعدة لدفع تكلفته.


اليوم وبعد أن أصبحت ثقافة الاحتجاج منتشرة في كافة أرجاء الوطن، بعد أن كسر حاجز الخوف وأصبحت الحركات الثورية تستعد لإطلاق معركتها الحاسمة ضد الحكم العسكري،، عاد الجنرال عزيز من جديد إلى نفس الألاعيب التي استخدم لكسب التعاطف الشعبي عند اغتصابه للسلطة. فلا يكاد تصريح للجنرال في الآونة الأخيرة يخلو من اتهام لبعض مسئوليه ووزرائه بالفساد تارة والتقصير وعدم الفاعلية تارة أخرى. في مشهد يعيد إلى الأذهان حديثه عن مشروع الحزام الأخضر ووصفه له بأنه "نهب للمال العام" رغم أنه دشن ونفذ في ظل حكمه، ويذكر بادعاءاته بحيازة ملفات تثبت تورط قادة المعارضة بالفساد وتعهده بمحاكمتهم حال نجاحه في الانتخابات..
فهل حاكم الجنرال قادة المعارضة!؟ وهل قدم المسئولين عن مشروع الحزام الأخضر إلى العدالة!؟ وهل قدم من قام بطردهم من الوظيفة العمومية من معارضيه إلى العدالة!؟


لم تعد مثل هذه المسرحيات تنطلي على أحد ولم يعد أحد اليوم يستطيع أن يشل قدرة المجتمع على الفعل الثوري، بعد أن أصبح الطريق إلى الحرية والكرامة والعدالة سالكا ومنيرا، بفعل نضالات الشباب الموريتاني الذي أثبت أن الفعل الثوري ممكن في موريتانيا، وأن موريتانيا ليست بدعا من محيطها العربي والإفريقي الذي تحرر ويتحرر الآن من قيود الظلم والاستبداد..


أراد الجنرال وزمرته الفاسدة أم كرهو، قدر الشعب الموريتاني أن يعيش في دولة المساواة والحرية والكرامة، وهو قادر على دفع الثمن وتحمل التكاليف مهما بهظت.. الموريتانيون يعون اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة إيجاد دولة تكفل لهم حقوقهم على حد السواء، دولة يعايشون فيها خططا تنموية واضحة تعالج معاناتهم وتحل مشاكلهم وتنتشلهم من جحيم المعانات،، تلكم هي موريتانيا التي يحتاجها شعبها اليوم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire