منذ
أكثر من عشرة أيام وحوالي 2300 عامل من عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" يعتصمون في
إضراب مفتوح عن العمل..
السلطات حاولت في بداية الأمر فض الاعتصام
بالقوة لكنها سرعان ما تراجعت في ظل صمود بطولي واجهها به العمال المنتفضون من أجل
حقوقهم المسلوبة..
العمال
يطالبون بالاستفادة من زيادات الأجور التي منحتها الشركة الوطنية للصناعة
والمناجم "سنيم" مؤخرا لعمالها ويطالبون بالتعاقد مباشرة مع الشركة بدل
العقود المبرمة مع الشركات الوسيطة التي لا تمنحهم إلا 40% مما تدفعه سنيم
مقابل كل عامل كما يطالبون بالضمان الاجتماعي وبإعطائهم أسبقية في العمل كمواطنين
موريتانيين بدل اللجوء إلى العمالة الأجنبية... ويعتبرون أن تجاهل
الشركة الوطنية للصناعة والمناجم لهذه المطالب نكران لسنين من العمل بذلوها ليوصلوا
الشركة إلي ذروة عطائها، كما يعتبرون أن إسرار السلطات على الحلول الأمنية بدل
التدخل لحل مشاكلهم تواطأ دنيء..
الإضراب شل حتى الآن أكثر من عشرة مواقع للعمل بصورة
تامة وأحدث شللا كبيرا في بقية المواقع وهو ما بات يهدد بإيقاف أشغال عمل
"اسنيم" التي حاولت ترهيب العمال من خلال الاستعانة بالشرطة والحرس وشركات أمنية
خاصة وعناصر تابعة للشركات الوسيطة بهدف تطويق أماكن الاعتصامات..
بوادر
حل الأزمة لم تبد بعد في الأفق نتيجة ل:
-
إصرار اسنيم
على المواصلة في استغلال العمال الموريتانيين في مشهد يعيد إلى الأذهان قصص
استغلال العمال الأفارقة في مزارع قصب السكر في القارة الأمريكية في القرون البائدة؛
-
إصرار العمال على المضي
قدما في إضرابهم السلمي وعدم الخضوع للضغوط التي تمارسها الشركة ضدهم من خلال
تهديدها لهم بتعويضهم بالعمال الأجانب.
-
إصرار السلطات على إسكات كل من يصدح مطالبا بحقه في هذا الوطن حتى
لا تنتشر عدوى الثورة وتخرج الأوضاع عن سيطرتها.
ويبقى التساؤل المطروح: متى سيدرك نظام
الفساد أن الشعب الموريتاني، عمالا وطلابا وعاطلين بل وحتى تلاميذ، بات يرفض الظلم
وينتفض ضد الاستبداد مصرا على انتزاع حقوقه مهما كلف الثمن!!؟
haymoudane@gmail.com